روايه جديده بقلم فاطمه يوسف

موقع أيام نيوز


منها القس وة الابتعاد الهجر فحقا خلت بقلبه استئذن منهم أن يدخل إلى البراندا كي يتصل بأحدهم 
وعلى حين غرة دخل من أمامهم جانبا وهو ينظر إليهم لم يجد أحدهم تتبعه عيناه ولكن تلك الرحمة اتبعتهم بعيناها كم تمتلك مكرا ودهاء لم يرى سلطان نظرتها فكانت خفية 
دلف الى غرفة زينب وجدها تقف أمام مرآتها بقميصها القطني المعتادة على ارتدائه في غرفتها وتصفف شعرها الحريري الطويل الذي تهتم به دائما فمن يراها لايظن أن لديها ولدا ثلاثيني ولو وقفت بجانب رحمة وحبيبة يظنوها أختهم وليست والدتهم 

كان ينظر إليها باشتهاء فهي تهجره منذ أكثر من شهر وهو اشتاقها بشدة فهي طيلة الثلاثون عاما وأكثر لم تنم بعيدا عنه 
أما هي لم تفزع من رؤيته ثم جلست على الكرسي امام الكمود وجذبت شعرها بأكمله علي كتفها مما أعطاها مظهرا تجعله راغبا به 
مما جعلها تفهم معنى نظراته بل تفهمها جيدا وللحق سعد داخلها فتحدثت وهي تستدعي البرود 
_ ايه اللي جابك اهنه مخايفش من ست الحسن والجمال تلمحك تقوم تهجرك هي كماني وتوبقى جوز الهاجرين 
نظر إليها نفس نظرات الاشتهاء وبدأ يقترب منها كي يجعلها تلين فهو سيلعب الآن على الوتر الحساس للأنثى وهو رغبتها به وبالتأكيد اشتاقت له هي الأخرى
_ هي متهمنيش كدك انتي يا أم عمران إنتي إللي في القلب واللي مفيش ست غيرك تملى قلب سلطان .
قامت من مكانها وحركت رأسها بشدة فتحرك شعرها الطويل حتى لمس وجهه فأمسك خصلاته بين يداه بسرعة وبدأ يشتم رائحة عبيره بنهم التي استوحشها كثيرا 
لاحظت حركته فاغتاظت فهي لم ولن تصفى له وستكبت إحساس الشعور بالاحتياج لرجلها حتى ټنتقم فهي لن تجاريه في سحبه لها تجاهه وان حدثت مرة ستحدث ألف مرة 
فشعر داخلها حينئذ بالني ران وأنها ستصبح جاريته وتحت أمره وقتما يريد فجذبت شعرها من يداه ولكنها لم تفلح فكان متمسكا به بشدة مما جعلها تأوهت فأثرت تأوهاتها به فجذبها فجأة بين يداه وهو يثبت خصرها قائلا وهو ينظر إلى عيناها الخضراء فرحمة شبيهة والدتها كثيرا 
_ بذمتك متوحشتيش سلطان يازينب 
كادت أن تضعف وتستكين وتسلم راية الاستسلام ولكنها بعدته عن أحضانها هاتفة بتصميم 
_ الله الوكيل لو قلبي وجسمي اتفقوا عليا على أنهم يشتقاولك لفعصهم بين يدي دول ولا انك تمس شعرة مني ياسلطان 
استفزته بشدة ووجعه رفضها له فجذبها عنوة حتى ارتطمت بعظام صدره جعلها تتألم 
_ إنتي اكده بتعصي ربنا يازينب واللي إنتي فيه ميرضيش ربنا واصل والملايكة هتلعنك على تمنعك لجوزك .
رفعت إحدى حاجبيها وبإحدى يداها داعبت خصلات شعرها ورددت بنظرات حادة قوية اختلقتها أنثى مج روحة 
_ ماهو بردو ربنا ادي للست حق الطلاق لو هي مطيقاش معاشرة راجلها 
وتابعت بنفس النظرات وهي تجز على أسنانها 
_ وأني مش طايقاك ياسلطان وكارهة نفسك .
نظر إليها نظرات مرعبة فحقا سحلته وكرامته دهستها تحت قدمها دون أن يرف لها جفن 
وداخله يغ لي ومن شدة غل يانه برزت عروق رقبته واحمرت عيناه وفجأة دفعها على التخت وخلع جلبابه ورماه أرضا واقترب منها كى يأخذ حقه الشرعي منها إجبارا عنها بعدما هدرت كرامته وجعلته لا قيمة له ولا هيبة 
وكاد أن يقترب من وجهها إلا أنها وضعت يداها على صدره مانعة إياه بقوة أن يقترب منها هادرة به بعيناي تمتلك إصرارا على هجرها له وبقوة لم يعهدها على تلك الزينب من ذي قبل فقد عهدها وديعة حنونة مشتاقة راغبة به 
_ لو قربت مني ڠصب عني هص وت وهلم عليك عيالك اللي قاعدين برة وشوف بقى لما يدخلوا يلاقوا الحاج سلطان الكبارة عايز مرته اللي رافضاه شوف بقى كرامتك قدامهم كلياتهم وقدام مرت ولدك هتوبقى عاملة ازاي 
وتابعت حديثها بشراهة أكثر ولكن خففت يداها وأنزلتها من على صدره حتى تشعره بنفورها منه 
_ الهيبة الواهية هتسقط وأني مش هستسلم ليك ياسلطان مهما حوصل لو انطبقت السما على الأرض ولآخر مرة بقول لك طلقني .
لكزها بقوة في كتفها وقام من فوقها وانتصب واقفا ثم هدر بها بصوت أجش خشن ولكن يبدوا عليه الانك سار 
_ طب خليكي على عندك دي يازينب وخليكي زي البيت الوقف اكده وطلاق مش هطلق وهعرفك كيف تعصي جوزك 
وأكمل وهو يلتقط جلبابه بتوعد 
_ ومسيرك هتقعي تحت يدي ووقتها مش هرحمك واللي ميجيش طيبة ياجي غصيبة ووقتها مهتلاقيش حد ينجدك من يدي يابت نفيسة الدلالة .
مطت شفتيها للأمام بدلال وفردت ظهرها على التخت ووضعت يدها تحت رأسها ثم رفعت حاجبيها وأردفت بكيد 
_ مالها نفيسة الدلالة جابت لك ست كمل بعيون خضرا وجمال ودلال مهتشفهوش في ست غيرها بدليل
انك واقف تريل قدامي اكده وھتموت علي واني ممطولكش مرادك يا سلطان 
ثم داعبت خصلات شعرها وأكملت كيدها 
_ ولو كنت لاقيت اللي عند بت نفيسة الدلالة
مكنتش رجعت طالب الرضا والسماح وهي كارفة ومريداش .
جز على أسنانه پغضب من طريقتها المتغيرة كليا ثم نفض جلبابه پغضب وخرج من الغرفة وذهب إلى البراندا كي يهدأ من أعصابه التي تلفت على يدها ثم خرج اليهم وجدهم يتحدثون بمرح فدخل معهم في الحديث كي ينسى ما فعلته به زينب 
وبعد مرور عدة دقائق نظر لسكون متسائلا 
_ كيفك ياداكتورة وشغلك اخباره إيه 
ابتسمت له سكون وسعد داخلها لأجل سؤاله عنها ونبرة الحنو الواضحة في صوته 
_ زينة وشغلى زين الحمدلله منحرمش من سؤالك عني يابابا الحاج .
تحمحم وسألها عن والدتها 
_ يستاهل الحمد يابتي وأختك عروستنا الحلوة أخبارها ايه 
هنا اتسعت ابتسامتها ونظرت إلى عمران نظرات فخر فهو قد أتى بأبيه إليها كي يراضيها دون أن يحدث بينهم بغيضة او ضيق لكلاهما فهي منذ أن تزوجت عمران وعدت حالها ان لا تسبب بينه وبين أبيه وأمه او إحدى أخواته أي مشكلة وستتعامل مع كل المواقف برقي وستترك أمرها وحتى لو أذاها أحدهم ستتركه لرب العباد 
ثم أجابته بابتسامة تزين ثغرها 
_ زينة الحمدلله ياحاج جوزها أخدها بعد الفرح علطول وسافروا برة هيقضوا شهر العسل 
واسترسلت بحزن 
_ والله هتوحشها قووي وبعادها هيحز في قلبي هي كانت اللصغيرة وكانت قريبة منينا كلياتنا .
هنا تحدثت رحمة وهي تأخذها بين أحضانها بحنو 
_ ياحبيبتي ربنا يسعدها يارب دوام الحال من المحال وهي دلوك اتجوزت واعتبرني مكانها ياستي ولا منفعشي ومتقلقيش اني قاعدة على قلبك ومهفوتكيش واصل لحد ماتزهقي مني وتقولي فوتيني بقى وهمليني .
ابتسمت بامتنان لتلك الرحمة التى تظهر للجميع انها شرسة ولكنها في الأصل قلبها مملوء بالحنان والاحتواء صديقة بدرجة امتياز لديها جيش من القوة والذكاء يجعل من امامها يهابها من نظرات عينيها الشرسة 
ثم شددت سكون من احتضانها وأردفت 
_ عمري ماأزهق منيكي ياقمرة إنت ربنا يكرمك ياحبيبتي ويرزقك الزوج الصالح يارب 
واسترسلت حديثها برقتها المعتادة وهي تنظر إلى سلطان 
_ والله العظيم يعلم ربنا يا بابا الحاج اني من يوم ما دخلت البيت دي وانا اعتبرتك كيف ابوي بالظبط ورحمة وحبيبة خواتي وماما الحاجة زينب زي امي ربنا يخليكوا ليا ويبارك فيك وفي صحتك ويخلي لك عمران وحبيبة وتفرح برحمة .
هنا شعر سلطان بمدى الخزي من حاله فهي أصغر منه سنا ولكن جعلته في موقف مصغر بسبب ما فعله معها ولكن هي الدنيا تثبت لنا ان العقول ليست بالسن ثم تحدث ممتنا لها 
_ عقبال ما نشوف عوضك يا بتي انت وعمران ساعتها هعمل ليلة تتحاكى بها قنا كلياتها .
هنا ربت عمران على ظهر والده قائلا 
_امال ايه هو هيوبقى اي حد دى هيبقى حفيد الحاج سلطان والحاجه زينب ربنا يبارك في عمركم يا ابوي ويبعد عنيكم الاذى والشړ .
كانت تلك الوجد تقف في الاعلى تستمع اليهم وداخلها ينهار حقدا بسبب جلستهم الطيبة وشعرت بأن الخطړ قادم عليها لا محالة وبأنهم قادرون على سحب سجادة سلطان من تحت قبضتها ثم دخلت غرفتها وارتدت ملابسها وانتوت الخروج 
انهت ارتداء ملابسها ثم وضعت في حقيبتها مبلغا من المال وحملت أشيائها وهبطت إلى الأسفل وجدتهم يضحكون جميعهم فاستأذنت من سلطان 
_ بعد اذنك يا حاج اني عندي معاد مع الداكتور هروح دلوك عشان ما اتاخرش لأني حاسه ان ضلعي بيوج عني شوي .
نظر سلطان في ساعته ثم سألها 
_وليه ما قلتيش من اول النهار اني عندي دلوك مشوار شغل مش هيخلص قبل ساعتين اجليه الميعاد دي النهاردة.
في نفس الوقت أرسلت رحمة رسالة إلى عمران قائلة له
_خلي الراجل بتاعك يجهز عشان يمشي وراها دلوك حالا وما يفوتهاش وتأكد عليه ما تهربش منيه وتشد عليه كويس قوي وانا هطلع اعمل اللي اتفقنا عليه هو دي الوقت المناسب بالظبط .
استلم رسالتها وعلى الفور ارسل اليها 
_تمام اخرج اكلمه دلوك حالا .
وبالفعل استأذنهم عمران ان يخرج لمكالمة عمل 
اما وجد ظلت تتحايل على سلطان وهي تصطنع الۏجع 
_ ڠصب عني يا حاج مقدراش اصبر لبكرة ضلعي بيوجعني جامد وانت شفت بنفسك الداكتور قال لي لازم تاجي تتابعي اول باول واني من وقتها مرحتش واخاڤ اصبر على الۏجع دي يجرى لي حاجة .
اشار اليها قائلا بتحذير 
_قدامك من دلوك ساعتين بالظبط تكوني اهنه وما تتاخريش وتقولي اصل صاحبتي مسكت في وافسر ايه ومدرك ايه ساعتين بالظبط يا وجد تكوني اهنه .
انهى كلماته وتركهم وغادر المكان وذهب إلى عمله 
أما هي هزت رأسها بفرحة لا تدل على حزنها والتي شهدت ذلك رحمة وهي تتابع رد فعلها ففكرت ان تعطلها قليلا حتى يجهز ذلك الرجل مرددة بحنكة 
_مالك مبسوطة اكده وكانك مش رايحة عند داكتور ولا كان ضلعك بيوجعك ولا حاجة وضحكتك مغرقة وشك على الاخر ومن شوي كنت پتتوجعي وهتعيطي من الۏجع .
استطاعت رحمة ان تستفز تلك الوجد بكلماتها ثم رددت 
_ اني دلوك مليش كلام وياكي وملكيش صالح بيا خالص ولا انت بتقولي شكل للبيع وخلاص .
جزت رحمة على اسنانها بغيظ من تلك الباردة ولكن قررت الآن معاملتها بنفس البرود 
_ والله اني اقول اللي على كيفي واللي على مزاجي مش واحدة زيك تقول اعمل ايه ومعملش ايه 
ثم شمرت عن ساعديها ونظرت لها نظرات ش ر تفهمها تلك الوجد جيدا وأكملت 
_ولا تحبي تشوفي وتجربي اللي عودتك عليه من ساعة ما دخلت البيت دي يا خړابة البيوت انت .
زاغت نظرات تلك الوجد واړتعبت من طريقة رحمة فهي تعلم شراستها جيدا وجربت ش رها كثيرا وهي الآن لا تعرف أن تدافع عن نفسها فقررت المغادرة من أمامهم وهي تتوعد لها سرا 
_والله لاخلص من اللي رايحه له دلوك وافوق لك يا رحمة انت وامك وان ما خلتكم تقولوا ياريت اللي جرى ما كان مبقاش اني
 

تم نسخ الرابط