روايه جديده بقلم فاطمه يوسف

موقع أيام نيوز


وفخرها بذاتها المعتادة عليه 
_ بالراحة إكده متطلعيش للعالي أوي مرة واحدة لاحسن تدوخي وتقعي على جدور رقبتك 
وتابع حديثه كي يطمئن عليها
_ قولي لي أخبار المذاكرة إيه تمام ولا انشغلتي بالشغل والمكتب عنيها 
أجابته بثقة 
_ وه كيف أنشغل عن دراستي دي أهم حاجة بالنسبة لي وهي اللي هتعمل لي مستوى وقيمة في المكتب وفي حياتي كلياتها .

نظر إليها بعشق يلمع داخل عيناه ولكنها لاتراه ولا تشعر به فصعيرته التي عاش معها طفولتها وشبابها قد كبرت وصارت امرأة في جسد أنثى تمني أن ينطلق لسانه ويحاكيها عن عشقه لها لكن دوما لسانه يقف عن حكواها واعترافه لها وعيناه تكتفي بالنظر إليها والتأمل بها خلسة 
لاحظت شروده فسألته باستغراب 
_ مالك ياجاسر رحت فين إكده 
تحمحم بهدوء وحاول أن يبدوا طبيعيا ثم أجابها
_ لاا ولا حاجة ياحبيبي انا كويس .
ابتسمت لحنوه ثم أردفت بمحبة 
_ ياه إنت لسه شايفني البنوتة اللصغيرة بنت العشر سنين وبتعاملني على إني إكده ومكبرتش قد إيه إنت قلبك طيب ويابخت اللي هتكون من نصيبك ياطيب .
كلماتها مفرحة ومحزنة في آن واحد دق قلبه حزنا وفرحا في نفس اللحظة 
ونظر اليها وعيناه لاتكتفي منها عشقا ولا لهفة يود أن يأخذها بين أحضانه ويردد في أذنيها ترنيمات غرامه ويلقي عليها حكواه العاشقة ويحكايها كالأمير والسندريلا أو حكاوي شهريار ويعيش معها الألف ليلة وليلة ولكن ماهذا القدر المعاند لك
أيها الجاسر فهي تراك أخا ولا تراك غير ذلك حسنا فلتصبر حتى تنهى عامها الدراسي وتبدأ رحلتك معاها ولكن تحمل يارجل إن أشعرتك بأنك لست في قلبها ولا عقلها غير أخ واسعى وجاهد كي تنال حلمك الذي سعيت له 
ووجد لسانه ينطق
_ والله مافي أطيب من قلبك إنتي ياحبيبي.
ثم قام من مكانه معتذرا لها معللا بالعمل المتراكم عليه وتركها وغادر 
أما هي حدثت حالها بصوت مرتفع وهو مندهشة من تغيراته معها 
_ ماله إكده النهاردة سرحان ومش على بعضيه ياترى بيحب جديد ده ولا ايه !
وسرعان مانفضت عن بالها وعادت إلي مذاكرتها تؤديها بمهارة فحلمها لن تتنازل عنها وستصل إلي اللقب التى تسعى إليه جاهدة منذ صغرها ألا وهو البروفسيرة رحمة المهدي
________________________________
انتهى اليوم وجاء الصباح محملا بنسماته واستيقظت مكة ظهرا فهي لم تذهب الى الجامعة اليوم وأول شئ اطمئنت عليه هو وجود سكون أختها لأنها ستذهب معها تلك المقابلة اليوم وجدتها هي الأخري تغفوا في سبات عميق قامت من مكانها وذهبت إليها توفظها من نومها 
_ سكون سكون قومي عاد علشان منتأخروش.
همهمت الأخرى بكسل
_ ايه ياقلق إنتي سبيني أنام شوي .
ضړبتها في كتفها بخفة وأردفت بنبرة لحوحة
_ لع يالا قومي حالا مهستناش إكده هنتأخروا يالا يالا قومي .
قامت من نومها تتأفف وهي ترجع خصلات شعرها المبعثرة من أثر النوم وهي تردد بحدة 
_ ده إنتي رخمة بلا أرخم واحدة في الدنيا ماكنتي سبيني نايمة شوي .
سبقتها إلى الحمام وهي تردد 
_لع هنتأخروا على المعاد يالا قومي ظبطي أمورك نص ساعه وهنتحرك .
وبالفعل قامت سكون من مكانها كي تجهز حالها 
بعد مرور ساعة ونصف هبطت كل منهما السيارة ووقفا أسفل البناية دقات قلب مكة تثور عليها ولم تصدق عيناها أنها تقف أمام المبنى الذي لم تحلم يوما أن تصل إليه بتلك السرعة هاتفت الإعلامية هند كامل وبدورها طلبت منها الصعود إليها فهي الأخرى في انتظارها 
دخلت المبنى وذهبت إلى مكتب السكرتارية كما أدلت إليها وأدخلتهم إليها 
قامت من مكانها ترحب بهم فهي مثال للذوق والتواضع ومعلوم عنها ذلك ولكن الدهشة بدت على معالم وجهها حينما رأتها بالنقاب وأردفت
_ ايه ده إنتي منتقبة مكنتش أعرف 
ابتسمت وأجابتها بفخر 
_ أيوه حضرتك وبحب نقابي جدا ومعتزة بيه .
أمائت هند بابتسامة وأردفت
_ بحب أووي اللي عندهم إصرار وعزيمة لحاجة بيحبوها وبيعتزو بيها وعموما إنتي جميلة في كل حالاتك حبيبتي 
وبعد مرور نصف ساعة يتحدثون في أمور العمل تحدثت هند بتوضيح
_ أيوه هتبقي المساعدة بتاعتي اللي هتنظم معايا الحلقة اللي بعملها كل أسبوع وهتتابعي الصفحات بتاعتي على السوشيال ميديا كلها ايه كتيير عليكي ولا ايه مع إني مش شايفه كتيير ولا حاجة ده إنتي عملتي حوار رائع ومنظم مع النجم أدم المنسي وبإمكانيات تصوير لاتذكر علشان كدة اختارتك إنتي .
انفرجت أساريرها ولكن سألتها مكة بفضول
_ بس حضرتك ايه اللي جابك الصعيد وقنا بالتحديد تعملي فيها برنامجك ويبقي الاستديو الخاص بيكي إهنه وإنتي أصلا من القاهرة معلش سؤال فضولي .
ضحكت برقة على استفسارها واجابتها بإبانة 
_ علشان بكل بساطة اتجوزت صعيدى ياستي بس أنا مابين هنا وهناك .
هزت رأسها وعلى وجهها علامات الابتسامة ثم سألت هند وهي توجه السؤال لسكون
_ بس أنا معرفتش إنتي تخصصك ايه ياسكون 
أكيد في مجال مشرف زي بنوتتنا الموهوبة مكة .
أجابتها سكون بكل تواضع يليق بها 
_تسلمي لي يا أستاذة أني طبيبة نسا وتوليد مخلصة الكلية من سنتين .
_ماشاء الله ربنا يحفظكم يا بنات.. جملة دعائية عقبت بها تلك الهند وتابعت حديثها وهي تناول مكة بعض الأوراق قائلة 
_ اتفضلي يامكة ده عقد العمل اللي بينا وكل حاجة هتبقي خاصة بيكي هنا العقد مدته خمس سنين ولو أثبتي جدارتك معايا هيتجدد بإذن الله ونستمر مع بعض.
كانت حائرة وهي تنظر للعقد بين يديها وخائڤة ولكن شجعتها سكون بنظراتها أن تقدم لأولى خطوات نجاحها 
تفحصت العقود ثم جال بخاطرها أمر ما فتحدثت
_ بعد إذنك يعني ياأستاذة فيه حاجة مهمة حابة أقول لحضرتك عليها علشان نبقوا على نور من البداية.
أمائت هند برأسها
_ قولي حبيبتي اتفضلي أنا بحب الصراحة في كل حاجة وأن النقط تتحط على الحروف من البداية.
ابتلعت انفاسها وتحدثت بما تريده 
_ أني لو جه عليا يوم من الأيام وشغلي إهنه هيتعارض إني أخلع نقابي ده هيبقى مستحيل أظن ان شغلي هو اللي هيحدد مهارتي مش حاجة تانية علشان ميجيش يوم وينطلب منه أقلعه وأتخلى عنيه ساعتها مش هيحصل عاد وممكن أسيب الشغل وقتها عادي جدا.
نظرت إليها هند بإعجاب وهتفت بطمئنة لها
_ لاا ياستي اطمني احما معندناش هنا حكر لحرية حد ولا أننا بمدخل في مظهره طالما منمق ويليق بفريق العمل بتاعي وإنتي واضح جدا إنك منظمة وبتهتمي بمظهرك والنقاب زايدك جمال تبارك الله.
أخذت نفسا عميقا وزفرته بارتياح ثم أمسكت القلم وقامت بالإمضاء على العقد 
تناولت المباركات بينهن ووعدتها مكة أنها ستأتي إليها بعد شهران من الآن تكون أنهت اختاباراتها وستبدأ معها رحلتها الاولى نحو الإعلام حلمها المستقبلي.
أنهيا مقابلتهما وودعاها وخرجتا الاثنتان وقلوب مكة ترفرف فرحا بأول خطوة في مستقبلها وأنها تيسرت لها بالفرصة التى أتتها على طبق من ذهب 
بعد أن خرجا هاتفت هند أحدهم وأتاها رده 
_ أيوه بابني إنت فين 
أجابها 
_ عشر دقايق وهتلاقيني عندك .
بعد مرور ربع ساعة دلف الفنان آدم المنسي ذاك الاستديو وتوجه مباشرة إلي مكتب أخته هند كامل 
دلف إليها وهو يفتح ذراعيه لها 
_ حبيبتي اللى وحشاني أوووي عاملة ايه 
شددت الأخرى من احتضانه وهتفت بعتاب 
_ والله أنا لو وحشاك مكنتش قعدت اسبوعين بحالهم من غير ماتشوفني .
مط شفتيه بدلال وهتف 
_ خلاص بقي متمسكليش على الواحدة إنتي عارفه حفلات بقي وحوارات المغنيين عاملة ازاي 
واسترسل حديثه وهو يسألها 
_ ها عملتي إيه يارب تكون مضت العقد .
أشارت على حالها بفخر واجابته
_ طبعا يابني هي كانت تحلم أصلا تشتغل مع هند كامل دي مكنتش مصدقة نفسها.
انفرجت أساريره وهتف بامتنان
_ حبيب قلب أخوه والله إيه يابت ياهنودة الجمدان ده .
ضحكت بشدة على مشاغبة أخيها ثم هدأت أنفاسها وسألته بدهشة 
_ أنا مش فاهمة ليه اللف والدوران والقصة دي كلها واشمعن البنت دي بالذات 
نظر للأمام بشرود وأجابها 
_ مش عارف والله ياهند كل اللي مسيطر عليا من أول مرة قعدت واتكلمت معاها إني عايزها وعايز اعرف تفاصيلها وعايز أشوفها علطول 
وتابع حديثه بتأثر 
_ عمرك تخيلتي إن أخوكي حلم بعيونها كذا مرة دي عمرها ما حصلت أحس إني عايز اتكلم مع واحدة كده او إني عايز أعرف كل حاجة عن واحدة في قوة غريبة بتشدني ليها إيه هي مش عارف.
قوست فاهها بذهول وهتفت 
_ معقوله كل اللي في بالك وفي خيالك إنك متعلق بعيون بس هي اللي شفتها من واحدة !
معقولة تكون أثرت فيك
أووي كده دي عمرها ما حصلت !
وتابعت كلماتها بدهشة
_ معقولة تكون حبيتها يا آدم 
هنا امتنعت عقارب الساعة عن الدوران ووقف الزمان عند تلك الكلمة ووجد لسانه يهتف بذهول كحال أخته 
_ حبيتها ! 
طيب إزاي وانا معرفهاش وكل كلامنا خناق ولا أعرف حتى تفاصيلها ولا أعرف أي حاجة عنها 
واستطرد حديثه وهو يثبت عيناه داخل عيناي أخته 
_ معقولة هو ده الحب اللي بيحكو عنه واللي ياما غنيت له مووايل 
تنهدت هند بتعب لحال أخيها وأجابته 
_ ولي لا ياحبيبي ! هو بعينه ياآدم بس أنت اختارت طريق صعب انتو الاتنين مختلفين اختلاف السما من الأرض ياتري هتقدر تواجه الصعوبات دي علشان توصل لها وياعالم إنت بتحبها اصلا ولا مجرد نوع جديد ومختلف شدك وعايز تدخل فيه ولما تجرب ساعتها هتقول بلاش منه .
لم يهمه أي شئ مما قالته أخته ثم سألها بفضول 
_ سيبك من الحاجات دي قلتي لي وإنتي بتكلميني قبل كدة إنك لما شفتيها كأنك شفتي روبانزل هي جميلة أوي للدرجة دي ياهند 
اوصفي لي شكلها نفسي أتخيله .
_______________________________
ليلا كانت سكون تجلس في شرفة منزلهم أمامها عصيرا طازجا وقطعة من الحلوى وقامت بتشغيل إذاعة القرآن التي تعشقها ويرتاح قلبها عند سماعها خاصة وهي تدرس 
وأثناء اندماجها في المرجع الذي أمامها جائتها رسالة عمران 
حينما استمعت إلى رسالته التي خصصت لها نغما معينا دق قلبها فرحا فتحت محتوى الرسالة وجدتها
_ كيفك ياداكتورة ياترى مشغولة ولا فاضية نتكلموا شوي .
أجابته سريعا وكأنها تنتظره 
_ اتفضل أتكلم مبعملش حاجة قاعدة في البلكونة بتاعتنا شوي .
رأى أنه يريد محادثتها هاتفيا فقام بالاتصال عليها وما إن أتاه ردها وصوتها الناعم الذي أصبح محببا إلي قلبه هتف باستفسار
_قلت لي إنك قاعدة في البلكونة قولي لي بقي لابسة ايه 
فتحت فاهها على وسعه من تساؤله وتحمحمت وهي تسأله باندهاش
_ اممم .. ايه السؤال ده مفهماش 
اعتدل عمران من جلسته وأعاد على مسامعها نفس السؤال
_ إزاي يعني
مفهماش سؤالي واضح ياداكتورة وإنتي قاعدة في البلكونة اللي يعتبر شارع وأكتر منيه كمان لابسة ايه 
احمر وجهها خجلا من ما استمعت إليه من ذاك العمران وهمس داخلها أحقا يكون ذلك عشق العمران ! ما هذا يارجل مهلا على قلب صغيرتك فهي في فنون العشق راسبة 
لاحظ شرودها فعقب عليه باندهاش 
هو السؤال صعب أوي إكده 
أجابته بخجل 
_ لابسة لبس البيت عادي
 

تم نسخ الرابط