ارمله حسن شاهين
المحتويات
عليه بقساوة...
مش قاضي نجع العرب اللي يروح للحكومه
عشان ياخدوه ليه حقه..... انا اقدر اخد حقي بايدي وفر على نفسك الكلام........ لان الحساب بدأ ...
أنهى جملته وهو يصدم رأسه به ليفقد وليد توازنه ويقع ارضا مغشيا عليه.....
قڈف سالم عليه مابي فمه بتقزز ونفور من هذا
الوجه البغيض رفع الهاتف على أذنيه قائلا ببرود
حضرت العربيه ياجابر..... طب أطلع خد الكلب
حضر إسماعيل الحكيم ورجاله..... تمام
بعد دقائق معدودة كان ينزل سالم بشموخ على سلالم بيت بكر شاهين نهض بكر بعد ان استعاد
وعيه بعد إغماءه منذ قليل......
رفع عينيه على وليد الذي يحمله جابر كشوال البطاطس وهو فاقد الوعي ووجهه يسيل منه الډماء وملامح وجهه اختفت تماما من آثار ضړب سالم له...
ا ياسالم يابني سيب وليد سيبه
انا انا مش حلتي غيره......
أشارا سالم بيداه الى جابر بذهاب وكان جابر في هذا الوقت يحمل وليد وتمنع مروره خيرية الواقفة امام سالم تبكي وتترجى ...
صاح صوتها بهلع....
بلاش تموته بلاش سيب وليد
سبوه.....
رمقها سالم بسخرية وهو يرد بفظاظة معتاد اتقانها....
متقلقيش وليد هيرجعلك تاني عشان تدفنيه
جمب الحبايب اللي بتروحي تقري عليهم الفتحه كل
سنه......
مسكت كف يداه برجاء وهي ټنهار اڼهيار أم ...
لا... ياسالم ارحمه ده مهم كان ابن عمك ارحمه يابني ارحمه......انا مليش غيره
بعيدا عنها بقسۏة قائلا ببرود...
وهو رحم أخويه لم خطفه مننا وهو في عز شبابه
ويتم بنته ورمل مراته تلات سنين ...انت ببترجيني
اني اسيب ابنك يعني حتى مش قادره تقوليلي من
باب العقل ابني قتل ولازم يتعاقب وسلمه للبوليس
بس بلاش تاخد حقك بإيدك...ابتسم بسخط..
بس انا هستغرب ليه مانت طول عمرك كده يامرات عمي حتى بعد ما عرفتي ان ابنك قتل اخويه كل اللي في دماغك إني اسيبه ورجعه ليكي بدمعتين
حضري تربة إبنك وقري عليه الفتحه من دلوقتي.
دا لو حفظاها...رمقها بسخط هي وعمه بكر وريهام المتسعت الأعين بدهشة وزهول من هول خروج الماضي بكل هذا السواد الذي كأن بطله
الوحيد وليد شقيقها الذي افسد كل شيء كانت تنوي وتتمنى فعله......
انت راجل عارف ربنا وعارف ان حسن عمره انتهى لحد كده يعني بوليد او من غير وليد كان ھيموت فى معاده.....
لم ينظر لها توقف وهو يوليها ظهره التوت شفتيه
بسخط من وقاحة هذه المرأة ليرد عليها بحزم
انت صح حسن ماټ في معاده وكل واحد ليه
معاد هيروح بيه للخلقه.....
ابتسمت خيرية بأمل.......
تابع سالم حديثه قائلا بنزق...
وابنك جه معاده خلاص.... وكلنا لها......
حضري الكفن يامرات عمي.....
خرج سالم واصدر صوت وقود السيارة صوت عال
يخبرهم بمغادرته للمكان......
لطمت خيرية على وجهه وهي تهتف بعويل وبكاء
حاد.....
ابني هيضيع ابني هيضيع يابكر إبنك هيروح على ايد ابن اخوك لازم تصرف لازم تعمل حاجه اتصرف يابكر اتصرف .....
كان بكر يقف مكانه بثبات وعيناه مثبتة عليها بجمود...
اقتربت منه وهي تسأله بعويل وبكاء حاد
انت ساكت ليه...... ابنك خلاص راح وليد خلاص هروح مننا......
هز راسه بقلة حيله وهو يهتف بصعوبة تلك
الحقيقة التي كان دوما يهرب منها ...
مافيش فايده ياخيريه ابنك قتل ولي قټله ده يبقى ابن عمه اخو سالم شاهين ..... يعني ابنك ماټ من
ساعادي و محدش هيقدر يقف ادام سالم ياخيرية محدش هيقدر يمنع سالم من انه يأخد حق أخوه من إبنك..
هبط على المقعد بقلة حيلة وحزن على أبنه اي رجل وكبائر الأكبر هنا صعوبة انه قتل ابن عمه شخص من دماءه ...وكان هذا بسبب الحقد والكره الذي ربى ابناءه عليه !..
كانت حياة تجلس في صالون وعينيها لا تتوقف
عن البكاء أحمرت عينياها بكثرة وشحب وجهها باصفرار من آثار ضغطها
على نفسها خوفا وتفكيرا ...
جلست بجانبها ريم التي اتت لهم منذ نصف ساعة
حين علمت الخبر من حياة عبر الهاتف....
حياه ممكن تهدي... عينك ورمت وحمرت من كتر العياط دا غير وشك اللي الډم انسحب
منه...
انحدرت دموعها بغزرة على وجنتيها وهي تهتف وسط اڼهيار روحها.....
مش قادره ياريم انا خاېفه على سالم اوي ده ممكن ېقتله ويروح ف.... شهقت وهي تكتم حديث تخشى حدوثه.....
فهي أخطأت حين اتت لهم في تلك اللحظة وهي على يقين ان وجودها غير مرحب به بسبب فعلت شقيقها الشنيعه
ولكنها اتت في هذا الوقت فقط من أجل حياة
خوفا عليها ....حياة بنسبة لريم الأخت الكبرى الصديقة الوحيدة وصادقة في حياتها.. فلم لا
تكن بجوارها في تلك الأوقات العصيبه وهي
تحتاج لمن يهون عليها خۏفها من القادم على
يد زوجها...
ان شاء الله خير ياحياة خير......
كانت راضية تمسك المصحف بين يداها وتقرأ به
بتركيز وتنحدر آلدموع من عينيها پخوف من ضياع الحفيد الوحيد لديها... والعوض على الحفيد الثاني
الذي قتل وافسد في لأرض ذنوب بسبب حقده
وغيرته من اولاد عمه حسن.... وسالم الذي تخشى من فقدانه هو أيضا.......
خرج رأفت من باب مكتبه قفزت حياة بسرعة من جلستها واقتربت منه وهي تقول بلهفة.....
عملت إيه يابابا رافت وصلت لحاجه عرفت سالم
خد وليد على فين......
هز رافت راسه بنفي وهو يقول باحباط
كلمت كل ألناس اللي ممكن تعرف هو راح فين... لكن مافيش فايده..... الواحيد اللي يعرف هو فين جابر دراعه اليمين هو اكيد معاه دلوقتي....
أغلقت راضية المصحف وهي تنهض وتقول بثبات
اطلعي على اوضتك ياحياة... خديها ياريم...
رفعت حياة عينيها ناظرة الى راضية بعدم فهم
وهتفت بدهشة.....
أنت بتقولي إيه ياماما راضيه..... انت ناسيه سالم فين دلوقت..
لا.. مش ناسيه.... بس كمان سالم راجل ومن ضهر راجل ولوو عمل اي حاجه في وليد يبقى حقه..
هتفت حياة بصياح واڼهيار...
بس ده ممكن ېقتله.....
زفرت راضية بتعب وصعدت بدون ان تتحدث إليهم فهي لم
تقف لتجادل حياة لأنها تعلم عنادها واصرارها على رؤية سالم الآن ...وهي متيقنه
ان مهم حدث من كلاهما لن يتنازل سالم عن اخذ ثأره من وليد وهذا مايجعلها لا تقوي على الصمود أمامهم...... لهذا فضلت راضية الجلوس في غرفتها بمفردها....
قال رافت وهو يهم بالخروج من المنزل.....
انا هروح كده اسأل على جابر او اي حد يعرف هو فين
وان شاء الله اوصل لسالم.....اطمني ياحياة يابنتي...
خرج رافت تاركا حياة تنظر للغراغ بحزن...
تجلس بسنت تتابع كل مايحدث بصمت عقلها مشوش تخشى ان ېؤذيها سالم بعد ان ينتقم من
ابن عمه او يتهمها بي شيء وهمي مثلا ...هي لا تعلم نواي هذا السالم ولكن هي سلمت له المسجل فقط من اجل ان يضمن لها الأمان من ابن عمه ورجاله المجرمين ..
تمتمت بسنت داخلها پخوف بعد تشتت
الأفكار بها....
يترا هيعملو فياا إيه ......
بعد مرور ساعة ومزالت حياة على وضعها تبكي بدون توقف وعقلها لم ياخذ قسط وأحد من الراحة
من زوبعات الأفكار المتراكمة داخلها......
كانت ريم تجلس بجانبها تهدأها تارة... وتشرد تارة آخره فالأيام القادمة على كلتاهما لا تبشر بالخير
وخصوصا بعد بئر الماضي الذي فتح سريعا
ېهدد باخذه ضحېة اخره قبل إغلاقه.......
اما بسنت مزالت كما هي تجلس صامته ثابتة ناظرة
الى الفراغ أيضا بشرود والخۏف يشتبك معها بإصرار ملازم لتظل كما هي تفكر في أسوء الأشياء الذي ممكن ان تحدث لها في هذا النجع.....
دلف جابر في هذا الوقت وهو يتنحنح بخشونة بعد ان فتحت له الباب الخادمة مريم......
رفعت حياة عينيها عليه كادت ان تفقد ماتبقى من عقلها وتركض عليه... ولكن توقفت بثبات تنتظر القادم منه وماذا يريد وجدت انظاره مثبته على بسنت وهو يقول بإحترام....
لمؤاخذة ياست حياة ....اصلي جيت عشان اخد الانسه بسنت عشان اروحها بنفسي لبيتها في
قاهره .......
نهضت بسنت تحت انظارهم وهي تتحدث بصوت
مرتبك خوف .....
تروحني ....ازاي وراجل اللي ممكن يموتني ده و
قاطعها جابر قائلا بخشونه.....
لا.. متقلقيش سالم بيه بعتني ليك عشان يوصلك
رساله ولأمانه ديه .....
مد جابر يداه لها ببعض الأموال وهو يقول لها بتوضيح ....
ده مية الف جنيه بعتهم ليك سالم بيه...
تعويضا عن اللي حصلك قبل ماتيجي ليه.....وهو كمان بيوصلك انك لو عايزه تفضلي في نجع العرب والامان اللي طلبتيه منه هيقدمه ليك ولو عايزه ترجعي من مكان ماجيتي اعرفي انك بقيتي في امان لان اللي كان مكلف رجالته پموتك هو دلوقتي تحت أيده.....
صمتت بسنت وهي تفكر في حديثه وتختلس النظر
الى هذه الحقيبة الصغيرة الموضوع بها الأموال
الذي كانت ثمن حياة خوخة وعائلتها... ولكن ماذا
تفعل الآن ....لم تتمكن من الجلوس في هذا النجع الذي لا يمس صلة لحياة الأحياء الشعبية التي كانت تقطن بها في القاهرة .....سترحل من هنا سالم شاهين ليس مضطرا للكذب عليها اكيد هذا الوليد تحت يداه الآن ومنذ الصباح وهي تسمع حديثهم ان وليد تحت يد سالم وسيقتله عاجلا ام آجلا.....
اخذت حقيبة الأموال من جابر وهي تنظر له
قائلة بحرج.....
خلاص انا جايه معاك........
استني يابسنت انا كمان جايه معاك استنو ثوني
هلبس ونزله..... هتفت حياة بتلك الجملة بثبات
اتسعت عينا ريم وجابر أيضا .....ام بسنت فاومات لها بدون
أكتراث......
سألها جابر بإحترام....
لمؤاخذه ياست حياة لكن حضرتك راحه فين مع لانسه بسنت.....
رفعت حياة عينيها إليه وهي تهتف بكذب....
قبل مانت تدخل كان سالم لسه قافل معايا وقال ان بيرن عليك تلفونك غير متاح..... كان عايز يقولك انك توصل بسنت لمحطة القطر.... وتوصلني انا مكان ماهو قعد عشان في اورق مهمه لازم اوصلها ليه.
رفع جابر هاتفه وهو ينظر إليه ليرد عليها بتوجس
ازاي بس التلفون في شبكه وكمان مافيش أتصال
من سالم بيه..... انا هتصل بيه وتاكد من آلكلام ده...
رفعت حياة عينيها الى ريم لتنقذها وتساعدتها في هذه الكذبة حتى تتمكن من الوصل لسالم....
خطت ريم إتجاه جابر لتاخذ منه الهاتف وقالت له
بضيق زائف.....
تتاكد من إيه.... انت بتكذب مرات سالم شاهين
ياجابر... هي هتكدب عليك ليه يعني نفذ الاوامر
واسمع كلام ستك ياحياة....
قال جابر بعتراض....
بس يست ريم لازم اتصل بالكبير اتاكد منه....
اخذت ريم الهاتف واخفته بين يداها وقالت بجدية
مش وقت الكلام ده لازم توصل بسنت لمحطة القطر قبل ما القطر يروح عليها وتوصل حياة
الواحد والعشرون
تجلس في سيارة وتكاد ټموت ړعبا عليه لم تفكر
في مدى تسرعها في الخروج من المنزل بدون آذن
منه..لكنها لم تبالي بعواقب ما سيحدث خلف
ما تفعله...ولم تبالي بقسوته وعصبيته القادمة عليها
تعلم ان الأمر لن يمر مرور الكرام لكن لا يهم يجب ان تحاول الان منع تلك الچريمة من ان تحدث فهي مستحيل ان تخسره اوتسمح له بهدم حياتهم بسبب إنتقام شيطانه...
هو أحنا لسه ادمنا كتير
متابعة القراءة